بسم الله الرحمن الرحيم
أما محمد صلى الله عليه وسلم فلن يفكر أحد أن يكون مثله أو قريبا منه في إشرقة روحه واتصاله بالملأ
الأعلى، يتلقى الوحي ، ويتنزل عليه الهدى آيات بينات! لن يصلأحد إلى هذا ولا إلى قريب منه ،لأن الله ختم
بنبوته النبوات ،وبشريعته الشرائع
وأما محمد الإنسان ،فهو الذي يحرص كل مسلم على أن يكون ظله في الارض، يتخللق بخلقه، ويهتدي
بهديه ،ويأتي في صبره وجهاده ،وزهده وعبادته،وما أعتقد أن الله أكرم رسوله الإنسان بمدح أعلى من هذا المديح
( وإنك لعلى خلق ٍ عظيم )
تعالو بنا لنتخطى أسوار الزمن حتى نصل إلى عتبة((محمد الرسول الإنسان))
فنرى روح الحياة السريه المشرقه في مجتمع فاض بالبطولات والمروءت حتى يكاد تاريخه يلتحق بالإساطير،لولا أنه حق
لا مرية فيه وصدق لا كذب معه
اوصافه الخلقيه:
قالو في اوصافه عليه الصلاة والسلام أنه يعلوه،إذاكان:ظاهر الوضاءة، متبلج ، له نور يعلوه، إذا زال زال تقلعاً
يخطوه تكفياًويمشي هوناً، ذريع المشية كأنما ينخط من صبب، خافض الطرف،نظره الى الأرض أطول من نظره الى السماء
يمشي وراء أصحابه ، ويبدر من لقي بالسلام ،طويل السكت لا في غير حاجه يفتتح الكلام ويختمه باسم الله
تقول عائشه رضي الله عنها في جامع خلقه : كان خلقه القران.
ويقول علي رضي الله عنه في وصف شخصيته : من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه.
خشيته وعبادته:
كان صلى الله عليه وسلم
كان كثير المراقبه لله عز وجل ، واسع الخشيه منه، عظيم العبادة له، في الليل متجهدا راكعا ساجدا حتى تتورم قدماه،
تفيض عيناه بالدمع من خشية الله حتى يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء فتقول له السيده عائشه أتفعل ذلك
يا رسول الله وقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تاخر؟
فيجبيها : أفلا اكون عبدا شكورا....
المصدر من كتاب عظماؤنا في التاريخ لدكتور مصطفى السباعي.