المنذري المـــــــدير
عدد المساهمات : 215 نقاط : 445 تاريخ التسجيل : 31/05/2009 الموقع : منتدى المنذري
| موضوع: الجوانب الحضارية في عهد المناذرة الخميس يوليو 02, 2009 8:48 pm | |
| الباحث: |
أ/ إجلال وديع أحمد فضل |
نوع الدراسة: |
رسالة جامعية |
| الخلاصة والاستنتاجات:تعد مملكتي المناذرة والغساسنة آخر الممالك العربية قبل الإسلام وكان لتاريخها السياسي والعسكري أثر فاعل في مجريات الأحداث في المنطقة وخاصة الصراع بين الدولتين البيزنطية والساسانية على مناطق النفوذ والتحكم في ثرواتها، ولكن الحيرة- عاصمة المناذرة - احتفظت ببريقها الحضاري بعد الإسلام والذي استمر حتى العصر العباسي.ومن خلال البحث والتقصي لإعداد هذا البحث تم التوصل إلى عدد من النتائج الجوهرية ساعدتنا على رسم الملامح الحضارية للمناذرة والقدرة على تحسس الطريق للوقوف على تلك الجوانب والذي ساعدنا في ذلك الربط بين ما ذكره الأخباريون والمؤرخون مع ما تم العثور عليه على يد العلماء والمنقبين في منطقة الحيرة، لذلك فإنه لا بد لنا من عرض أهم ما توصل إليه البحث من نتائج والتي يمكن تناولها في النقاط التالية:- أهمية موقع الحيرة في ظهور مملكة المناذرة و استغلالهم ذلك الموقع الجغرافي الاستراتيجي المهم لتجارتهم، ومع أعقبه من الحكم السلايتن التنوخية واللخمية عليها حتى سقوطها على يد الفاتحين المسلمين. واحتفظت مدينة الحيرة بمكانتها التجارية والثقافية والحضارية واستخدمها المسلمون حتى ظهور مدينة الكوفة كعاصمة ثقافية وسياسية والتي ساهمت في تناقص وأفول أهمية الحيرة حتى هجرت المدينة في القرن الرابع الهجري والعاشر الميلادي.وأهم ما توصل إليه البحث في هذا المنحى هو خطأ الاعتقاد السائد والذي كان متداولاً بين كثير من المهتمين في هذا الجانب بأن المناذرة هم من صنيعة الفرس الساسانيين أو بأنهم سكنوا في المنطقة بدافع فارسي بينما ما توصل إليه البحث عكس ذلك بأنهم تواجدوا في المنطقة بدافع روماني وهذا ما تؤيده النقوش التي استند عليها البحث.- تم التوصل إلى معاصرة جذيمة الأبرش التنوخي لمملكة تدمر زنوبيا بحسب ما ورد في التاريخ المدون على نقش أم الجمال في سوريا وتواريخ مملكة تدمر، حيث تمكنا من التوصل إلى تفسير الاضطراب الذي مرت به الدولة التدمرية في أواخر عهدها على ضوء ما تم التوصل عليه من الدلائل التي أظهرت تحركات التنوخيين واللخميين الأوائل خلال القرن الثالث الميلادي بدفع من الرومان وما جاء عند الأخباريين إلى جانب أسباب تدهور الأوضاع السياسية في نهاية الدولة التدمرية وتحالف الرومان مع القبائل العربية بقيادة عمرو بن عدي اللخمي ضد تدمر ونهايتها على يد ذلك التحالف.- لقد أوصلنا تاريخ نقش أم الجمال إلى أنه أقدم نقش للمناذرة، حيث تم إرجاعه على أقدم من التاريخ المدون على نقش النمارة، وبذلك قرّب لنا تاريخ استقرار القبائل التنوخية في المنطقة والتي كانت تحت النفوذ الروماني، وهذا قادنا إلى تفسير نقش النمارة بوضوح.- لقد تطرق البحث إلى الأخذ بالعلاقات بين المناذرة والغساسنة مع هجرة القبائل الغسانية إلى سوريا وما تم ترجيحه في هذا المضمار سواء في تاريخ الهجرة أو أسبابها وأيضاً بدوافع من بيزنطة. كما أن هذه العلاقات توضح الجانب الحضاري للمناذرة واستخدام للسفراء والسفارات والتي كانت عادة تستخدمها الإمبراطوريات الكبرى ومدى إتقان اختيار المناذرة لسفرائهم.- كما تم التوصل إلى التنسيق بين ما ذكرته كتب الإخباريون وبين ما تم الكشف عنه والتنقيب فيه بالمنطقة والفصل بين بعض ملوك المناذرة وما حدث من خلط بينهم خاصة عند الإخباريين بسبب تشابه الأسماء أو الأماكن والأحداث بينهم.- تم استعراض نتائج التنقيبات الأثرية التي جرت في هذه المنطقة في السنوات الماضية، والتي ساهمت في إبراز جوانب كانت غير معروفة لهذه الحضارة، والتي وضحت لنا مهارات المناذرة في العمارة الدينية والمدنية، وتناول العمارة الدينية بشكل خاص، حيث أن الإخباريون تناولوا الجانب المدني وبناء القصور، بينما الديني أظهر قدرة النصارى العرب وإبداعهم في بناء الكنائس والأديرة، ومقارنة كل ذلك مع المواقع المسيحية المجاورة والمشابهة لها في مخططاتها والمعاصرة لها، واتضح لنا أن العمارة الكنسية في الحيرة قد تأثرت بالتراث العراقي القديم والتي كان يتبعها العراقيون القدامى في بناء معابدهم المقدسة، مع الأخذ إلى ما ذهب إليه المنقبون في استنتاجاتهم، حيث تم التوصل إلى أن ذلك كان هو الأساس في العمارة المدنية بشكل عام للمنطقة، والتي انطلقت منها تسمية "النمط الحيري"، والذي تألف من الصدر و الكمين، فكان لبناء الأواوين الدور الأساسي في انتشار ذلك الأسلوب المعماري، ولقد استمر ذلك الطراز متوارثاً حتى العهود الإسلامية الحديثة.كما وقفت هذه الدراسة على بعض الجوانب الحضارية للمناذرة وتناولت أنواع القبور والتي لم تكن متجانسة ذات طابع واحد من حيث تركيبها البنائي وطريقة الدفن واللقى الأثرية لعل سبب في ذلك يُعزى إلى تعدد الأفكار والديانات وجميع اللقى التي وجدت فيها لقى دفنية خاصة بالقبور والطقوس الدينية، ومن الجدير بالذكر أن القبور المكتشفة في أطراف منطقة الحيرة اعتبرت قبول إسلامية لاعتبارات معروفة بالدفن الإسلامية وهي متأخرة عن زمن المقبرة الكبرى (مقبرة الحيرة).وثمة أمر آخر متعلق بتاريخ المقبرة يأتي تأكيداً لما ورد عند المؤرخين البلدانيين العرب القدامى من أن منطقة الحيرة قد استوطنت منذ حكم ملوك الطوائف. هذه خلاصة ما توصلت إليه في هذه الدراسة والتي آمل أن أكون قد وفقت فيها.. والله الموفق."وفوق كل ذي علم عليم" | |
|